وظهر للنصيرية رجل زعم أنه المهدي، وكثر جمعه بناحية اللاذقية «١» وبلغوا ثلاثة آلاف، فتارة زعم أنه [محمد بن الحسن]«٢» المنتظر، ومرة قال: إنه علي بن [أبي]«٢» طالب، وتارة أنه محمد المصطفى وأن الأمة كفرة، وعاث في تلك الأرض حتى انتدب له العسكر فقتل من جمعه مئة وعشرون نصيريا، وجرت أمور ثم قتل لا رحمه الله، وكان جبليا خمارا جاهلا.
ودخلت سنة ثماني عشرة وسبع مئة «١٣»
فكان القحط المفرط بديار الموصل وإربل، وأكلوا الجيف، وباعوا أطفالهم، وبلغ الخبز كل أربع أواق بالدمشقي بدرهم، ومات خلق من الجوع حتى إن رجلا باع ولده برغيف فأكله ثم مات، وجرى ما لا يوصف، واستمر ذلك زمانا.
وحدثني فقيه أنه بقي نحو (ا) من أربع سنين قال: وأكلت أنا وأهلي في نهار واحد [خبزا]«٣» بثمانية عشر درهما، وكانت تباع جرزة خبّيز بدرهم قيمتها فلس، وخلت إربل حتى بقي فيها «٤» خمس مئة بيت من خمسة عشر ألف بيت، واتصل الغلاء بالعراق لكن لم يأكلوا الميتة ولا باعوا أبناءهم، ودثرت القرى فلله الأمر، وكان سبب القحط مجيء جراد عظيم أولا بالجزيرة.
وفيها، توفي شيخنا القدوة الشيخ محمد بن عمر بن الشيخ الكبير أبي بكر