وأصناف النوشادر كثيرة، فمنه المنكت بسواد وبياض، ومنه الأغبر، ومنه الأبيض الصافي التنكاري الذي يعرف من شبه المها، وهو أجودها. والنوشادر حار يابس في آخر الثالثة، ملطف مذيب، ينفع من بياض العين، ويشد اللهاة الساقطة إذا نفخ في الحلق. وينفع من الخوانيق، ويلطف الحواس. وخاصته الجذب من عمق البدن إلى ظاهره، فهو لذلك لا يجلو ظاهر البدن ولا يغسله، وإذا حلّ بماء ورشّ في بيت لم تقربه حية، وإن صبّ في كوّها «١» ماتت، وإذا سحق بماء السذاب وتجرع منه قتل العلق.
وقال الشريف الإدريسي: وإذا أذيب بدهن ولطخ به على الجرب السوداوي في الحمّام جلّاه وأذهبه، وإذا مضغ النوشادر وتفل في أفواه الحيات والأفاعي قتلها وحيا «٢» . وإذا خلط بدهن البيض ودهن به البرص بعد الإنقاء أبرأه ونفع منه نفعا بينا لا سيما إذا أدمن عليه.
قال أرسطو: إنه حجر لين المجس، ومعنى النوني النافي للجسم. وهو نافع من سائر السموم، إلا انه يعمد إلى القلب والكبد فيذوبهما، وإلى العروق فيفسد كيفية ما فيهما من الدم. وقد يسد مجاري الروح الحيواني فيغشى على الإنسان