٤٥- المبشّر بن فاتك: وهو: الأمير محمود الدّولة أبو الوفاء الآمريّ «١٣»
طبيب لو جسّ نبض البرق لما اختلف، أو لا طف ما ينافر من الطبائع لائتلف، أعرف باختلاف الفروق من الخيال بالطروق، وأهدى إلى معالجة الدّاء الدويّ «١» من الطفل إلى الثدي، لو عالج النار لخمدها، أو البحار لجمدها، أو شكت إليه الفراقد «٢» طول السهر لردّ عليها غمضها، أو السحب المتصبّبة من الرحضاء «٣» لأزال ممضّها «٤» .
تيسّرت على يديه الممتنعات، وأمنت بحسن طبه التبعات، إلا أن أدواء المنية أعيته، وطوارق الأجل بيّتته، فلم يجد لداء منيّته طبّا، ولا لرجاء أمنيّته طبّا، هذا مع ما كان له من أسلاف وإمره، وبيت كم لمعتقيه من طواف به وعمره، لكنه لم يدافع عنه زمره، ولا تجلّت عنه غمره.
ذكره ابن أبي أصيبعة، قال «٥» :" كان من أعيان [أمراء]«٦» مصر، وأفاضل