أشباههم نجوم الظلام، ما منهم إلا من إذا كتب كبت «١» الصفايح، وكبت «٢» وراءه القرائح، يحيد متسرعا، ويجيء بالدر، ولا تلقاه عما للناس إلا متورعا، يخرج زهره من أكمامه «٣» ، وتخلف زهره النهار إذا وازاه جنح ظلامه، أو جناح غمامه.
[جاء في المتأخرين من لم يرض طرق المتقدمين]
وقد جاء في المتأخرين منهم من لم يرض طرق المتقدمين، ولم يرض جامح فكره حتى يلين، بل جاء بما هو أرق من النسيم نفسا، وأعذب مما ذاب في كؤوس الثغور لعسا «٤» ، وتفنن «٥» في الأساليب، وحكى ملحمة حرب ولا يظن سامعه إلا أنه فصل غزل أو نسيب «٦» ، مع إحكام المعاني، وإتعاب من لها يعاني، واستيفاء شرط المعركة، وحظ شواجز «٧» الرماح المشتبكة، لكن يكسوها من حلل ألفاظه ما يوهم السامع أن الحماسة غزل، وأن الأجفان «٨» الأجنان «٩» ، والسيوف