وأما أسامة بن منقذ فإنه كان مع عباس، فلما قتل عباس هرب أسامة ونجا إلى الشام، ولما استقرّ أمر الصالح بن رزّيك وقع في الأعيان بالديار المصرية وأبادهم بالقتل والهروب إلى البلاد البعيدة «٢» .
وفيها، سار المقتفي لأمر الله بعساكر بغداد وحصر تكريت وأقام عليها عدة مناجيق، ثم رحل عنها ولم يظفر بها.
[ذكر ملك نور الدين محمود دمشق]
كان الفرنج قد تغلبوا بتلك الناحية بعد ملكهم عسقلان حتى إنهم استعرضوا كلّ جارية ومملوك بدمشق من النصارى وأطلقوا قهرا كل من أراد منهم الخروج من دمشق واللحوق بوطنه، شاء صاحبه أو أبى، فخشي نور الدين محمود بن زنكي أن يملكوا دمشق، فكاتب أهل دمشق واستمالهم في الباطن، ثم سار إليها وحصرها (٢٢) ففتح له باب الشرقي فدخل [منه]«٣» وملك المدينة، وحصر مجير الدين آبق بن محمد بن بوري بن طغتكين في القلعة، وبذل له إقطاعا من جملته مدينة حمص، فسلّم مجير الدين، وأعطاه «٤» عوضها بالس «٥» ، فلم يرضها مجير الدين وسار عنها إلى العراق، وأقام ببغداد، وابتنى