للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن خواصها تقطيع الرطوبات اللزجة إذا خلطت سحالتها بالأدوية المشروبة.

وتنفع أيضا من البخر، وهي نافعة جدا للحكة والجرب وعسر البول، وتدخل في أدوية الخفقان، وتنفع من الزئبق طلاء لدفع البواسير «١» .

قال ابن البيطار: والشرب في آنية الفضة يسرع السّكر. وإن سحلت الفضة وخلطت بالأدوية المشروبة نفعت من كثرة الرطوبات من البلغم اللزج ومن العلل الكائنة من العفونة، وذكر نحو ما تقدم.

النّحاس

قريب «٢» من الفضة، ليس بينهما تباين إلّا في الحمرة واليبس؛ أما حمرته فمن كثرة حرارته الكبريتية، وأما يبسه وغلظه ووسخه فغلظ مادته، فمن قدر على تبييضه وتبيينه فقد ظفر بحاجته.

قال أرسطو: أصناف النحاس كثيرة، أجودها الشديد الحمرة، وأردأها المشوب بالسواد. وإذا أدني النحاس من الحموضات أخرج زنجارا؛ ومن اتخذ من النحاس آنية ليأكل فيها أطعمة، إن فعل، فإنه يتولد في جسمه أمراض صعبة لا دواء لها كداء الفيل والسرطان ووجع الكبد والطحال وفساد المزاج، لا سيما إن أكل فيها الحموضات، أو شرب فيها الشراب، أو أكل فيها الحلواء، وإن نزل المأكول فيها يوما وليلة كان أسرع للقتل.

وقال ابن البيطار «٣» : حذّر الحكماء كثيرا من الأكل والشرب في آنية

<<  <  ج: ص:  >  >>