للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما المشروب: فإنه يهجر شربه تلهيا بل تشفيا وتداويا، ويعاشر كل فرقة بعادته ورسمه، ويسمح بالمقدور والتقدير من المال، ويركب لمساعدة الناس كثيرا مما هو خلاف طبعه، ثم لا يقصر في الأوضاع الشرعية، ويعظم السنن الإلهية، والمواظبات على التعبدات البدنية، ويكون دوام عمره إذا خلا وخلص من المعاشرين تطربه الزينة في النفس، والفكرة في الملك الأول وملكه، وكيس النفس عن عثار «١» الناس من حيث لا يقف عليه الناس، عاهد الله أنه يسير بهذه السيرة، ويدين بهذه الديانة، والله ولي الذين آمنوا، وحسبنا الله ونعم الوكيل".

[ومن شعر الشيخ الرئيس قاله في النفس]

" وهي من أحسن قصائده وأشرفها" [الكامل]

هبطت إليك من المحلّ «٢» الأرفع ... ورقاء ذات تعزّز وتمنّع

محجوبة عن كلّ مقلة عارف ... وهي الّتي سفرت فلم تتبرقع

وصلت على كره إليك وربّما ... كرهت فراقك وهي ذات تفجّع

أنفت وما أنست «٣» فلمّا واصلت ... ألفت مجاورة الخراب البلقع

وأظنّها نسيت عهودا بالحمى ... ومنازلا بفراقها لم تقنع

حتى إذا اتّصلت بهاء هبوطها ... من ميم مركزها بذات الأجرع

<<  <  ج: ص:  >  >>