إذا أكثر المحموم من هذيانه ... تقدّم له عذر الخبير بشانه
ولا تتأخّر حين تدعى لحاجة ... فما الغيث بالمحمود بعد أوانه
ومنهم:
٢٠- ابن الساعاتي، عليّ بن رستم، بهاء الدين، أبو الكرم الخراساني «١٣»
شاعر كلّ وصف حقيق، وثائر كلّ ساعة منه بعمر الشقيق. ولا يضاهي حسن ديباجته الحقائق، ولا تعدّ نظير درجته الرقائق. بفطنة زائدة، وفطرة لم تنفق ساعاته بغير فائدة. مذ نشأ بذّ من أنشا، ومن حين راهق ساير النجوم ورافق. ومن أوّل ما نزع التمائم، برع في أهل العمائم، وشرع يفتّق الزهر من الكمائم، ويهزّ الغصن تحت الحمائم. وكان ذا شباب رقّ ماؤه، وترف نعماؤه.
يجلو قمر السّماء، ويعطو بجيد ظبية أدماء. ترف عليه طرّة، وسالف ولين أعطاف لا تخالف.
ولم يخل مذ كان من كآبة معشوق، وصبابة مشوق، حتى عدّ في الأعيان، وقعد على ذروة البيان، وقرّبته الملوك، فحظي بالجميل، وحبي بالجزيل. وكانوا إذا أنشد لديهم الشعراء، قدّم ابن الساعاتي، وأحسن إذا أساء العاتي، لروائع لا يقدر الواصف يوقّنها، وبدائع ما مضى قبلها، فآتى ذلك الساعة التي أنت فيها.
ومنه قوله:«١»[الكامل]
نهبت منام العاشقين جفونه ... فلذاك ليس يراك كالوسنان
ذو وجنة حمراء حول عذاره ... وكذا تكون شقائق النعمان