للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحكي أن رجلا كان يصحبه، فسمعه يقول يوما في دعائه:" اللهم حقق أملي"، فقال:

يا سيدي! أيكون المحقّق أملا؟.

فقال: اعلم أن الأمل العمل.

وقيل: إن الفضيل بن فضالة سأل ربه أن يرفع عنه الأمل، فاستجاب له، فترك الأكل والشرب، فلم تستقم له العبادة، فدعا ربه أن يرد عليه أمله، فأكل وشرب.

وأتاه نعي بعض إخوانه وهو يأكل طعاما، فقال للمخبر له: اقعد فكل، فقد علمت.

قال له: ومن أعلمك؟ وما سبقني إليك أحد!. قال: بلى، قوله تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ

«١» والعجب من يده في سلة الأفاعي كيف ينكر اللسع؟!!.

ومنهم:

١٠٩- محمّد بن عبد الله بن المجد المرشديّ الدّهروطي «١٣»

الشيخ أبو عبد الله، رجل من أهل منية مرشد «٢» ، من الوجه البحري من ديار مصر.

ظهر فيها ظهور الشمس في السماء، وصدر عنه الناس صدورهم عن الماء، وترامت إليه الفجاج بالوفود، وشدّت إليه الركائب من أقطار الوجود، وغصت طرق البر والبحر إليه، ونصّت ألسنة المشرق والمغرب عليه، وظهرت له كرامات لم تظهر فيها معه لبشر بارقة، ولا غدت بها لابن أدهم سابقة، ولا جاء الجنيد منها إلا جيش ليس له به قبل، ولا وسع ذا النون

<<  <  ج: ص:  >  >>