حماة، فسار المظفر بهم إلى خرتبرت «١» ، وسار كيقباذ إليهم واقتتلوا فانهزم العسكر الكاملي وانحصر المظفر في خرتبرت مع جملة من العسكر، وجدّ كيقباذ في حصارهم والملك الكامل في السويداء وقد أحسّ من الملوك الذين في خدمته بالمخامرة (٢٣١) والتقاعد، فإن شيركوه صاحب حمص سعى إليهم، وقال: إن السلطان ذكر أنه متى ملك البلاد الرومية فرقها على ملوك أهل بيته عوضا عما بأيديهم من الشام، ويأخذ الشام جميعه وينفرد بملكه وملك مصر، فتقاعدوا عن القتال، وفسدت نياتهم وعلم الملك الكامل بذلك فما أمكنه التحرك إلى قتال كيقباذ، فنزل إليه الملك المظفر فأكرمه كيقباذ وخلع عليه وتسلم كيقباذ خرت برت من صاحبها وكان من الأرتقية قرايب أصحاب ماردين، وكان قد دخل في طاعة الملك الكامل، وصارت خرت برت من بلاد كيقباذ، وكان نزول المظفر صاحب حماة من خرت برت يوم الأحد لسبع بقين من ذي الحجة «٢» من هذه السنة، ووصل بمن معه إلى الملك الكامل وهو بالسويداء من بلاد آمد، ففرح به وقوّى نفرة الملك الكامل يومئذ من الناصر داود صاحب الكرك فألزمه بطلاق بنته «٣» ، فطلقها الناصر داود، وأثبت الملك الكامل طلاقها منه.
[سنة إحدى وثلاثين وست مئة إلى سنة أربعين وست مئة]
في سنة إحدى وثلاثين وست مئة «١٣»
استتمّ بناء قلعة المعرة، وكان قد أشار سيف الدين علي بن أبي علي