فلما أنشدته قال: صدق والله، عليّ به، فجيء به في الليل، فكسرت أقياده وأخرج حتى أدخل عليه، فأنشده:
[الخفيف]
مرحبا مرحبا بخير إمام ... صيغ من جوهر الخلافة نحتا
يا شبيه المهدي بذلا وجودا ... وشبيه المنصور هديا وسمتا
ثم كان في صحبته حتى أخذ من السفين، وأودع أحشاء الأرض منه الدفين.
وذكر عمر بن شبة أن أحمد بن محمد الهاشمي حدثه أن لبابة بنت علي بن المهدي قالت حين قتل الأمين وكانت تحته ولم يكن دخل بها ولا ضمها فراش حظي فيه بقربها ووضعت له سجوف نقبها:
[البسيط]
أبكيك لا للنعيم والغرس ... بل للمعالي والرمح والفرس
أبكي على هالك فجعت به ... أرملني قبل ليلة العرس
وولد في شوال سنة إحدى وسبعين ومائة، وتوفي في المحرم سنة ثمان وتسعين ومائة، وعمره سبع وعشرون سنة، ومدته أربع سنين وتسعة أشهر، وقبره ببغداد.
ثم:
٦١- دولة المأمون
أبي العباس [ص ١٣٥] عبد الله «١» بن هارون الرشيد، هو أجمع القوم