لم يبق علم ما أتى منه بجذوة، ولا عالم إلا ولديه حبوة، تفنن في أنواع العلوم، فقرأ منها ما أوقر حمل خاطره، وملأ إناء ماطره. وكان فكره المقترح شرر زناد، ونظره الملتمح شرك ازدياد، وفضله المنوّع جمّ المذاهب، وجماع المحاسن الذواهب. وأكثر النقل يقف عنده سلسلته، وأعمق المشكل به تعرف مسألته.
قال ابن أبي أصيبعة:" مولده ومنشؤه بالري «١» ، وسافر إلى بغداد وأقام بها مدة، وكان نهما في العلوم العقلية، مشتغلا بها، وتعلم الأدب، ونظم الشعر".
قال:" وكان سبب تعلمه الطب أنه لما أتى مدينة السلام دخل البيمارستان العضدي «٢» ، فرأى الصيدلاني به، فسأله عن الأدوية ومن كان المظهر لها؟ فقال