هجّاء يرمي الأعراض كالأغراض ويقصّ من فكّيه بمقراض، ويعبث بالأشلاء الصحيحة دون الألحاظ المراض. أكل لحوم الأحياء بلسانه وهو لحمة وسدى، وألحم في سبّ الناس فبئس السّدى وبئست اللّحمة. وقسا قلبه على الأبرياء فلم تثنه رقّة، ولا أخذته رحمة كأنّ في فؤاده إحنة حرّى، أو في فمه مرّة صفراء فما تخرج له كلمة إلّا مرّة، ولا تدخل له حسنة إلّا على سبيئة لها ضرّة، ولا تقع من يده تمرة إلّا معها جمرة مضرّة. من ذلك قوله:
[الكامل]
يا سائلي عن جعفر عهدي به ... رطب العجان وكفّه كالجلمد «٢»