وفي أواخر رمضان، عزم السلطان الملك الناصر على مصر فخرج من الكرك ومعه جماعة قليلة فدخل مصر، وعمل أعزية لوالده ولأخيه ثم جلس على كرسي الملك هو والخليفة، وبويع وعقد المبايعة بينهما قاضي القضاة تقي الدين السّبكي «١» وكان قد سار هو ورفقاؤه الثلاثة وخلع السلطان عليهم خلعا سنيّة، وزينت مصر عشرين يوما أو أزيد، فلما وصلت الأخبار بجلوسه على كرسي الملك زينت له البلد سبعة أيام، ودقّت البشائر والمغاني، ولله الحمد على ذلك، ثم أمر بغرق ألطنبغا «٢» وقوصون «٣» في البحر فأعدموا.
وفي شهر ذي الحجة أمر مولانا السلطان بتوسيط الفخري وطشتمر فوسّطا بالكرك.
واستهلت سنة ثلاث وأربعين وسبع مئة «١٣»
في شهر الله المحرم، تواترت الأخبار برجوع السلطان الملك الناصر إلى قلعة الكرك بعد أن أخذ الأموال التي بقلعة الجبل وتحجب عن الناس ونسبت إليه أشياء قبيحة لا تليق بالملوك، فانقلب عسكر الشام (٤١٧) إلى مصر فخلعوه وولوا السلطان الملك الصالح إسماعيل بن الملك الناصر «٤» ، فوردت الأخبار إلى