بدمشق رجع على عقبه رادا فلما قرب من دمشق قدم بعض الأمراء إلى الفخري وبايعه، ثم أرسل الفخري القضاة إلى ألطنبغا في أن يقدم بلا قتال، وأن يحقن دماء المسلمين في شهر الله الأصم كل ذلك ألقوا في نفسه ويأبى، وأقام على ذلك أياما حتى هلك بعض الجيش من الجوع والقلة، وكان الفخري قد استعان بأهل كسروان الجبلية والحرافيش «١» ودفع لهم مالا ثم لبس كل الفريقين عدد القتال، فلما قربت الوقعة قدمت الميسرة إلى الفخري ثم تبعتها الميمنة، وبقي ألطنبغا في أميرين أحدهما المرقبي «٢» والآخر ابن الأبوبكريّ «٣» والثالث الحاج رقطاي «٤» نائب طرابلس، فمضى الثلاثة بقليل من الخيل إلى مصر، ثم أرسل الفخري إلى دمشق فدقّت البشائر بالنصر، ثم أرسل إلى الكرك (٤١٦) فأعلم صاحبها بالنصر، ثم خطب له بدمشق وغزة والقدس، فلما أن وصل ألطنبغا ومن معه إلى مصر تغير أمر قوصون واختلف عليه، وكان قد غلب على الأشرف لصغره، وصار الأمر له فقبض عليه أيدغمش»
أمير آخور الناصر رحمه الله، ونهب دياره واتفق هو و [المصريون]«٦» على إرساله إلى إسكندرية، وقيد ألطنبغا وحبس بمصر، فلما وصل إلى طشتمر ما جرى قدم من درندة إلى دمشق فاجتمع الفخري بالقضاة وخرجوا إلى لقيّه بكل ما يحتاج إليه، ثم أقام طشتمر بدمشق أياما، ثم عزم على الرحيل إلى مصر هو والفخري ومن معهما.