للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنهم:

١٣٠- الرضي الرحبي، يوسف بن حيدرة بن الحسن أبو الحجاج «١٣»

حكيم لو استجارت به الأرواح لكلأها، أو أملى المسامع لملأها، كم شكيت إليه الأسقام فأبرأها، وتواثبت الأيام فردّ أجرأها، مذ وكّلت به رعاية الأبدان حرست، ومذ أترست به الأعضاء رأست. شدّ البناء وشدّد الأبناء، فقامت به الأجسام، وكانت تئن سقما، وتدافع ضعفا فتح لها فمه ملتقما، فتمّت به محاسن الوجوه الوسام، وترضى الأرواح للأجسام فخصّ بالحباء «١» وزيادة الاحتباء، فأقبل المال يتدفّق عليه تدفّق السيل، ويفيض عنده على الميزان والكيل.

قال ابن أبي أصيبعة فيه:" من الأكابر في صناعة الطب، والمتقدّمين من أهلها، وله الذكر الشائع، ولم يزل مبجّلا عند الملوك. وكان عالي الهمّة كبير النفس، كثير التحقيق، شديد الاجتهاد في مداواة المرضى، ما عرف منه أنه آذى أحدا، ولا تكلّم فيه بسوء. وكان لابنه نظر في الطب، إلا أن صناعة الكحل

<<  <  ج: ص:  >  >>