الأكحال التي تنبت الأشفار، وفي موضع الشعر، وقد يلطخ به الكرم حين يبتدئ نبات ورقه وأغصانه ليمنع الدود أن يأكله ويقتله.
طين أرمني «١»
قال جالينوس: الطين الأرمني يجلب من أرمينية القريبة من قبادوقيا «٢» .
وهو طين يابس جدا، يضرب لونه إلى الصفرة، ويسحق بسهولة كما يسحق النؤورة، ولا يوجد فيه شيء من الرمل، وفيه من الاستواء والملاسة «٣» وعدم الحجارة الصغار مثل ما في النؤورة والطين المعروف بكوكب الأرض، لكن كوكب الأرض أخف منه، فهو أشد اكتنازا منه، وليس فيه من الهوائية مثلما لكوكب الأرض، ولذلك يخيل لمن نظر إليه أنه حجر، وكان [الرجل]«٤» الذي أعطانا إياه في الطاعون والوباء «٥» يسميه «٦» حجرا ولا يسميه طينا لثقله واكتنازه.
(ويستنقع بالرطوبة التي تصب عليه)«٧» ، وهو نافع جدا للقروح الحادثة في الأمعاء، ولاستطلاق البطن، ولنفث الدم، ونزف الطمث، ونوازل الرأس، والقروح المتعفنة في الفم. وينفع من ينحدر من رأسه إلى الصدر مادة نفعا عظيما، ولذلك صار عظيم المنفعة لمن يضيق عليه نفسه من قبل هذا السبب ضيقا متواليا. وينفع أصحاب السّل، وذلك أن يجفف الجرح الذي في رئتهم،