٥٧- الشّيخ عبد الله بن يونس الأرمني «١» الحنفيّ «١٣»
الشيخ، الزاهد، القدوة.
قدوة لمّا عصم، وأسوة فيما علم، فطفق يفيض المواهب، وطفح جدوله ليغيض الغياهب، ولم يزل منتابا، ومؤملا يهدي مرتابا، وكشف لبصيرته، وأشرف بسريرته، وأدلج إلى الآخرة يحدي به مطايا النفوس، حتى زف إلى لحده زفاف العروس، وأطبق ملحده عليه، وعلى ما تبعه من النفوس، ثم خلا بعمله، وخلف المحلف خاليا بعد له، وذهب لم يطمس له منار، ونزل الجنة، والقلوب بعد في نار.
أصله من أرمينية الروم، وجال في البلاد، ولقي الصلحاء والزهّاد، وكان صاحب أحوال ومجاهدات، وكان سمحا، لطيفا، متعفّفا، لازما لشأنه، مطّرح التكلف. ساح مدة وبقي يتقنّع بالمباحات، وكان متواضعا، سيّدا، كبير القدر، له أصحاب ومريدون، ولا يكاد يمشي إلا وحده، ويشتري الحاجة بنفسه، ويحملها. وكان قد حفظ القرآن، وكتاب القدوري، فوقع برجل من الأولياء فدلّه على الطريق إلى الله «٢»
توفي تاسع عشرين شوال سنة إحدى وثلاثين وستمائة. وكانت له جنازة مشهودة. وزاويته مطلة على قبر الشيخ موفق الدين بسفح قاسيون، ودفن جوار الزاوية «٣» رحمه الله تعالى.