على مسلهمّات بجانب سبقها ... غرائب حاجات ويهماء بلقع «١»
بدأنا بها من أهلها وهي بدّن ... فقد جعلت في آخر الليل تضرع «٢»
وما قلن إلا ساعة في مغوّر ... وما بتن إلا تلك والصبح أدرع «٣»
إذا أبطأت أيدي امرئ القيس بالقرى ... عن الركب جاءت حاسرا لا تقنّع «٤»
كأن مناخ الراكب المبتغي القرى ... إذا لم يجد إلا امرأ القيس بلقع
١٦٤- فاتك جارية الحكم بن هشام «٥»
عقلية حجب، وعقيدة نجب، بيضاء حمراء، غراء قمراء، فاتر لفظها، فاتك لحاظها، اكتنفتها الستور الأموية، وكفتها أن يعدل معها أحد بالسوية، ورقت تلك السرور «٦» ، وراقت لها نطف تلك الغدر، وكانت زهرة زهراتها، وثمرة سرّائها.
وحكي أنها بلغت من الأدب ما أنطق لسانها، وحقق إحسانها، وولعت بصناعة الغناء حتى كانت بأفق الأندلس بدل بدل، ونظير ما ضرب به مثل مثل، وأمل المقترح وزيادة على أمل، أكثر ماله للقدود من نوافح الصباء، وسوافح الأنواء.