قال: أصاب دنانير العلّة الكلبيّة، فكانت لا تصبر على الأكل ساعة واحدة، وكان يحيى يتصدق عنها في كل [يوم من] شهر رمضان بألف دينار، لأنها كانت لا تصومه، وبقيت بعد البرامكة مدة طويلة.
٦٠- الزّبير بن دحمان «١»
واقع على غرض، ورافع لبعض ما عرض، كان مشهور الأصوات، مشكور الفعل حتى بألسن الأموات، متى رفع عقيرته متع جيرته لضرب لا تدعيه مطمعة، ولا تعيه الآن مسمعة، أكثر استنهاضا من الحمية في الأمور، وأكبر إعراضا من صدّ الكؤوس عن الخمور، وله في مجالس الخلفاء ولوج، حيث يرى أذن، ولا يقبل الآراء أفن.
قال أبو الفرج: كان الرشيد بعد قتله البرامكة شديد الندم على ما فعله بهم، ففطن الزبير لذلك، وكان يغنيه في هذا [ص ١٥٢] المعنى فيحركه، فغناه يوما:«٢»[البسيط]
من للخصوم إذا جدّ الخصام بهم ... يوم الجياد ومن للضمّر القود
فرّجته بلسان غير مشتبه ... عند الحفاظ وقلب غير رعديد
وموقف قد كفيت النّاطقين به ... في مجمع من نواصي الناس مشهود