وفي شهر ربيع الآخر، رسم السلطان أعزّ الله أنصاره أن تحاصر الكرك لأجل سلطانها الملك شهاب الدين أحمد، وأظهر أن السبب إنما هو ما أخذه عند رواحه من قلعة الجبل، فتحصن بها ونصب المجانيق وسيّر جيشا يسيرا من دمشق وكذلك من مصر، وبعد ليال وقعت بينهما وقعة قتل فيها من الكرك قريب الخمس مئة، ومن الغرباء قريب المئتين، وحصل بسبب ذلك غلاء كثير حتى وصل الخبز الرطل بدرهمين، جعل الله العاقبة إلى خير.
وفي شهر جمادى الأولى، زينت دمشق بسبب عافية السلطان [وكان قد مرض]«١» .
وفي مستهل جمادى الآخرة، توفي ثالث يوم منه «٢» الأمير علاء الدين أيدغمش «٣» ودفن بالقبيبات وكانت سيرته حسنة.
وفي شهر رمضان، توفي الأديب تاج الدين عبد الباقي اليماني «٤» وكان فاضلا.
وفي مستهل شوال، خرج الأمير ركن الدين بيبرس الأحمدي «٥» من مصر ومعه جيش لحصار الكرك، وكذلك خرج من دمشق جيش كثير وأقاموا على الحصار العظيم بالمجانيق والنفط وغير ذلك، ووقع الغلاء إلى أن بلغ الخبز بها