توفي ليلة الأربعاء [بجامع الجبل]«١» سابع عشرين شوال، سنة تسع وسبعين وستمائة.
ودفن بتربته جوار الزاوية، بعد أن صلّي عليه بالجامع المظفّري، بسفح قاسيون، وقد نيف على الثمانين.
حكى ابن اليونيني: عن الشيخ تاج الدين عبد الرحمن الفزاري «٢» قال: اجتمعت به فسمعته يقول: الطالب للمشيخة جاهل بحقيقة الأمر، مستور عليه، إن أهل الله تعالى [يكرمون]«٣» بها، فيسألون الله تعالى الإقالة.
قال: وسمعته يقول: ليس أبناء المشايخ كغيرهم، فإن الحاصل للطالب المريد من غيرهم أكثر وأجل، فإن أولاد المشايخ عندهم إدلال بآبائهم، فلا تزال نفوسهم مرتفعة، وغيرهم يطلب الذل والانكسار، وإنما حصل الناس على الخير بهما.
قال: وسمعته يقول: لقد جرى لهؤلاء الذين عندي وقت اجتهدت على إدخال أولادي فيه بكل طريق فلم أقدر.
قال: وسمعته يقول: إنما نهى الشيخ الشخص عن صحبة غيره، إذا كان مريدا مشتغلا قد سلّكه، وعرف مزاجه، لأنه ربما لاذ بجاهل لحاله ففسد عليه أمره. ومثال هذا: كالمريض الذي له طبيب قد خبر علته، وعرف دواءها، وعالجها مدة، لو شاركه في تعليله طبيب آخر ربما أدّى إلى هلاك المريض «٤» قال: وسمعته يقول: كان شخص يرعى الغنم مدة طويلة لم يأخذ الذئب له شيئا قط، فلما كان بعد تلك المدة، أخذ الذئب منه شاة، فقلت له: قد أحدثت شيئا!. فأنكر، فكشفت عن حاله، فإذا به قد أكل طعاما مسروقا من بعض صبيان الرعي، فقلت له: بهذا أخذ الذئب منك ما أخذ «٥» .