وقرر أمورها، ثم وهبها لابن أخيه غازي المذكور، وأعطى سنجار لعماد الدين زنكي بن مودود وهو أكبر من أخيه سيف الدين غازي، فقال له كمال الدين الشّهرزوري «١» : هذا طريق إلى أذى يحصل للبيت الأتابكي، لأن عماد الدين كبير لا يرى طاعة أخيه غازي وهو صغير، وسيف الدين غازي هو الملك لا يرى الإغضاء لعماد الدين فيحصل الخلف ويطمع الأعداء.
وفيها، سار صلاح الدين عن مصر فغزا الفرنج قرب عسقلان والرملة، وعاد إلى مصر ثم رجع إلى أيلة وحصرها، وهي للفرنج على ساحل البحر الشرقي، ونقل إليها المراكب، وحصرها برا وبحرا وفتحها في العشر الأول من ربيع [الآخر]«٢» ، واستباح أهلها وما فيها «٣» ، وعاد إلى مصر ولما (٥٥) استقر بمصر كان بها دار للشّحنة تسمى دار المعونة يحبس فيها «٤»[من يريد حبسه]«٥»
فهدمها صلاح الدين وبناها مدرسة للشافعية، وكذلك بنى دار الغزل «٦» مدرسة [للمالكية]«٧» وعزل قضاة المصريين، وكانوا شيعة، ورتب قضاة شافعية، وذلك