وفيها، أرسل الملك العادل وانتزع ما كان بيد الملك الأفضل وهي رأس عين «١» وسروج وقلعة نجم «٢» ، ولم يترك بيده غير سميساط فقط، فأرسل الملك الأفضل والدته، ودخلت على الملك المنصور صاحب حماة ليرسل معها من يشفع في الملك الأفضل عند الملك العادل في إبقاء ما كان بيده وتوجهت أم الأفضل وتوجه معها من حماة القاضي زين الدين بن هندي «٣» إلى الملك فلم يجبها ورجعت خائبة، قال عز الدين بن الأثير في «الكامل» :
وقد عوقب البيت الصلاحي بمثل ما فعله والدهم صلاح الدين لما خرجت إليه نساء بيت الأتابك ومن جملتهن بنت نور الدين الشهيد يتشفعن في إبقاء الموصل على عز الدين مسعود فردهن ولم يجب سؤالهن، ثم ندم رحمه الله على ردهن، فجرى للملك الأفضل بن السلطان صلاح الدين (١٤٥) مع عمه مثل ذلك «٤» .
ولما جرى ذلك أقام الملك الأفضل بسميساط وقطع خطبة الملك العادل، وخطب للسلطان ركن الدين سليمان بن قليج أرسلان بن مسعود السلجوقي صاحب بلاد الروم.