للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأطراف، وعادى الجميع، وانضاف إلى ذلك اختلاف عسكره عليه لما حصل له من فساد عقله، وسببه أنه كان له مملوك يحبه محبة شديدة، واتفق موت ذلك المملوك فحزن عليه حزنا شديدا، وأمر أهل توريز بالخروج والنواح عليه، ثم إنه لم يدفنه وبقي يستصحبه معه حيث سار وهو يلطم عليه، وكان إذا قدم إليه الطعام يرسل منه إلى المملوك الميت، ولا يتجاسر أحد أن يتفوه بأنه ميت، وكانوا يحملون إليه الطعام، ويقولون إنه يقبل الأرض ويقول إنه الآن أصلح مما كان، فأنف أمراؤه من ذلك، وخرج بعضهم عن طاعته، فضعف أمر جلال الدين لذلك، ولكسرته من الأشرف، وتمكنت التتر من البلاد، واستولوا على مراغة، وهو استيلاؤهم الثاني «١» ، ولما تمكن التتر من البلاد سار جلال الدين يريد ديار بكر ليسير إلى الخليفة ويعتضد به وبملوك الأطراف على التتر ويخوفوهم عاقبة أمرهم فنزل بالقرب من آمد، فلم يشعر إلا والتتر قد كبسوه ليلا وخالطوا (٢١٨) مخيمه، فهرب جلال الدين وقتل على ما سنشرحه «٢» .

ولما قتل تمكنت التتر من البلاد، وساقوا إلى الفرات فاضطرب الشام بسبب وصولهم إلى الفرات، ثم شنوا الغارات في ديار بكر والجزيرة وفعلوا من القتل والتخريب كما تقدم، قال النسوي كاتب إنشاء جلال الدين:

إن خوارزم شاه محمد بن تكش كان قد عظم شأنه واتسع ملكه، وكان له أربعة أولاد قسم البلاد بينهم أكبرهم جلال الدين منكبرتي، وفوض إليه أمر غزنة، وباميان والغوروبست و [بكراباذ] «٣» و [زمنداور] «٤» وما يليها من

<<  <  ج: ص:  >  >>