وانتزعت منه هذه السنة فذلك خمسون إلّا سنة، وكان الأمجد أشعر بني أيوب، وشعره مشهور.
وفي هذه السنة، اشتد حصار جلال الدين على خلاط ومضايقته لها ففتحها بالسيف، وفعل في أهلها كما كان يفعله التتر من القتل والاسترقاق والنهب، ثم قبض على نائب الأشرف بها وهو مملوكه أيبك الأشرفي وسلمه إلى مملوك حسام الدين الحاجب علي الموصلي فقتله وأخذ بثأر أستاذه «٢» .
ولما جرى من جلال الدين ما جرى من أخذ خلاط [اتفق]«٣» صاحب الروم كيقباذ بن كيخسرو بن قليج أرسلان والملك الأشرف بن العادل، فجمع الأشرف عساكر الشام وسار إلى سيواس واجتمع فيها بملك الروم علاء الدين (٢١٦) كيقباذ المذكور وساروا إلى جهة خلاط، والتقى الفريقان في التاسع والعشرين من رمضان هذه السنة فولى جلال الدين والخوارزمية منهزمين وهلك غالب عسكره قتلا وترديا من رؤوس جبال كانت في طريقهم، وضعف جلال الدين بعدها وقويت عليه التتر، وارتجع الملك الأشرف خلاط وهي خراب يباب ثم وقعت المراسلة بين الملك الأشرف وبين كيقباذ وجلال الدين وتصالحوا وتحالفوا على ما بأيديهم وأن لا يتعرض أحد منهم إلى ما بيد الآخر.
وفيها، استولى الملك المظفر غازي بن الملك العادل على أرزن «٤» من ديار بكر، وهي غير أرزن الروم، وكان صاحب أرزن ديار بكر يقال له حسام