له نظر لها، وقد أخذ منها السّن، وصوّرها في الدرك الأسفل من الحسن:[الرمل]
إنّ ما كان في وجنتها ... وردته السنين حتى نشفا
وذوى العنّاب من أنملها ... فأعادته الليالي حشفا «١»
وأقسم بما ضمنته الخدود من وردها، واشتملت عليه الثغور من وردها وأقلته الغصون من بدورها، واحتوت عليه الأزرار من عاج صدرها (ص ٤٣) لو نظر البيهقي إلى غلمان إشبيلية، وما وشاهم الحسن به من بديع التوشية لعدل بالتفضيل إليهم، وأحال بالتقديم عليهم، وأنشد في كل واحد من سربهم ما قاله أبو القاسم بن طلحة الصقلي «٢» ، وقد طلعت عليه إحدى شموسهم من أقصى مغربهم:[السريع]
أيتها النفس إليه اذهبي ... فحبه المشهور من مذهب
مفضض الثغر له مسكة ... قد طبعت في حدّه المذهب
أيأسني التوبة عن حبه ... طلوعه شمسا من المغرب
ولقد رأيت بالقاهرة غلمانا وصلوا إليها مع رسول الإمبراطور، من جزيرة صقيلية «٣» ، وهي في الإقليم الرابع، قضيت العجب من كمال الحسن فيهم بين اعتدال قدّ، ودهم وهيف خصورهم، وصفاء ألوانهم، المشربة بالحمرة، التي