يوم، والتجمل الكبير في الثياب الحريرية الرفيعة، ويكون معه في السفر خزانة لأمور الطبخ، وخزانة للأسلحة، وخزانة للفرش وآلات اللباس، وإن كان ذا همة كان معه من أنواع الأشربة والمعاجن والترياق «١» . ويكون له مملوك يحمل معه بقجة «٢» للباسه، ويكون وراءه، وكذلك مملوك آخر يحمل على رأسه السلاح.
والفضيلة في جميع هذا تتبين للمشارقة على المغاربة.
ثم قال ابن سعيد أيضا: وإنما قلت إنّ جند المغرب أضبط وأنجد لأنهم في نهاية البعد عن الراحة والذم للرفاهية، وخصوصا الأندلس، يصيخون «٣» لداع كلما سمعوا شعار الحركة بادروا، ومن أقام «٤» مقدارا يزيد على العادة عوقب أشد العقاب، وربما أحل ماله ودمه، ويقيم الواحد منهم في الحصن الواحد عشر سنين وأكثر وأقل، لا ناصر لهم إلا سلاحهم، ومنعة قلعتهم، لا يسأمون الحصار، ولا يتذللون للغلبة. قلت: لو استحيا هذا الفاضل لما ذكر مع فخامة جند الشرق جند الغرب إلا أن جعل مصر كما قرر من الغرب، وما ذكر ذلك ههنا، ولو احتاج هذا إلى مؤاخذة له، وإقامة دليل عليه لو اخذته وأقمت الدليل عليه، ولكنه أوضح من النهار الشارق، وأظهر من الجبل الشاهق. والله لقد كان عند أمير من أمراء الدولة الناصرية بمصر مملوك محظيّ، أخبرت أن عنده ثمانين عليقة «٥» ،