مولى عمرو بن علقمة الكناني «١» ، إمام المكيين في القراءة، أصله فارسي إلا أنه عجميّ أتقن الكتاب العربي حفظا وأداء. وأجاد فيه قراءة وإقراء، وكان بمكة المعظمة إمام حرمها، وغمام كرمها، وتصدر لإقراء القرآن الكريم في أول بقعة نزل بها، وصدع بنوره جنح غيهبها «٢» ، فامتد بها مشرعة «٣» حيث نبع، وتلألأ في جوانبها فجره حيث انصدع، وكان حول الكعبة البيت الحرام مدارس آياته، ومدار منطقته حلق «٤» جماعاته، لوجيء إلى زمانه جدّه زاذان لا زدان «٥» ، وحل محل سيف يزن «٦» في غمد غمدان «٧» .
قرأ على عبد الله بن السائب المخزومي ومجاهد ودرباس مولى ابن عباس «٨» ، وتصدر للأقراء، وصار إمام أهل مكة في ضبط القرآن. قرأ عليه أبو عمرو بن