السبعة «١» ، مولى آل عكرمة بن ربعي التيمي «٢» . إمام أنس بالقرآن، وغرس في القلوب شجراته المثمرة الأفنان، وتحلى بالعفاف، وتخلى إلا عما يقوم به من الكفاف، قنع بما يقتات به من ربحه متّجرا، وبما تفيأ يجرّ له من فضل التقى مئزرا «٣» . ذو معرفة بالفرائض لا يخطئ في الذهن فرضه «٤» ، ومعارض لا يخطف الأبصار إلا ومضه، يغنيك فهما بشرق فجره، وعلما يغرق بحره، وهو حجة أهل الكوفة في القراءة، وفي علم كتاب الله وما وراءه، ناهيك به علما فردا، وواحدا تجاوز حدا. وفريدا جاء من معجز القرآن بما يتحدى «٥» .
ولد سنة ثمانين وأدرك الصحابة بالسّن، فلعله رأى بعضهم «٦» ، وقرأ القرآن عرضا على الأعمش، وحمران بن أعين ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وغيرهم «٧» ، وتصدر للإقراء مدّة، وقرأ عليه عدد كثير، منهم: أبو الحسن الكسائي «٨» ، وحدّث عن خلق، وحدث عنه أمم، وكان إماما حجة