للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في زمانه، أبو يوسف أحد القراء العشرة «١» ، وهو المقرئ الثامن، وكان بالبصرة قائما بمعناها، وعامرا لمغناها، يكاثر بعلمه مدّها، ويقادح بفهمه زندها، ويجلّي بقيامه في دياجي الليل مسودّها، يحيي بتهجده موات لياليها، ويصل في مواضع صلاته مساحة نواصيها، يأوي منه إلى أروح من ظلّ نخيلها، ويروى عنه أعذب من نطف سلسبيلها، ينافح طيبها الهندي أرجاه، ويفاخر لؤلؤها البحري ملجاه، ويحدّث عن عجائبه فيها، ما لا يقدر الواصف وإن جهد يوفيها.

قرأ القرآن على أبي المنذر سلّام بن سليمان، وعلى أبي الأشهب العطاردي وغيرهما، وسمع من حمزة الزيات، وجماعة «٢» ، وبرع في الإقراء، وكان أقرأ أهل زمانه، وكان لا يلحن في كلامه، وله في القراءات (ص ١٠٠) رواية مشهورة منقولة عنه، وكان من بيت العلم بالقراءات والعربية وكلام العرب، والرواية الكثيرة الحروف، والفقه وكان من أقرأ القرّاء، وأخذ عنه عامة حروف القرآن مسندا وغير مسند من قرّاء الحرمين والعراقين وأهل الشام، وغيرهم خلق كثير «٣» ، قال أبو حاتم- وهو من بعض تلامذته-: هو أعلم من رأيت بالحروف والاختلاف في القرآن وعلله ومذاهبه، ومذاهب النحو «٤» . وقال أبو القاسم

<<  <  ج: ص:  >  >>