من النحو، فانفقت ثمانين ألف درهم حتى حذقته «١» ، وقال خلف: أعدت الصلاة أربعين سنة كنت أتناول فيها الشراب على مذهب الكوفيين «٢» ، وقال إدريس: سمعت خلفا يقول: قرأت القرآن على سليم مرارا، وكنت أسأله عند الفراغ من آخر القرآن: أأروي عنك هذه القراءة التي قرأت عليك عن حمزة الزيات؟ فيقول نعم «٣» . وسمعت خلفا يقول: حفظت القرآن وأنا ابن عشر سنين «٤»(ص ١٠٥) وأقرأت أول شيء ولي ثلاث عشرة سنة. وورد أن خلفا كان يصوم الدهر «٥» ، وقال قدمت الكوفة فصرت إلى سليم، فقال ما أقدمك؟
قلت: أقرأ على أبي بكر بن عياش، فقال لا تريده، قلت: بلى، فدعا ابنه وكتب معه ورقة إلى أبي بكر، لم أدر ما كتب فيها، فأتيناه فقرأ الورقة وصعّد فيّ النظر، ثم قال: أنت خلف؟ قلت: نعم. قال أنت لم تخلّف أحدا في بغداد أقرأ منك؟
فسكت. فقال لي: اقعد هات اقرأ. قلت عليك؟ قال نعم. قلت لا والله لا أقرأ على رجل يستصغر رجلا من حملة القرآن. فوجه إلى سليم يسأله أن يردّني فأبيت، ثم ندمت واحتجت فكتبت قراءة عاصم عن يحيى بن آدم عنه «٦» ، توفي في جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين ومائتين، ومولده سنة خمسين