للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

توماتا [١] وهي مائتا «١» ألف فارس، وأما من الخطا فما لا يحصى.

قال: وبلاد الصين تشتمل على ألف مدينة، ورث كثيرا منها، والطريق إلى سمرقند إلى خان بالق على ما يذكر من سمرقند إلى نيلي عشرون يوما، ونيلي هي أربعة مدن، بين كل مدينة والأخرى فرسخ واحد، ولكل واحدة منها اسم يخصها، فالواحدة نيلي والأخرى نيلي بالق، والأخرى لنجك والأخرى تلان، ومن مدينة نيلي المذكورة إلى المالق عشرون يوما، ومن المالق إلى قراجواجا إلى قمحو هي أول بلاد الخطا، أربعون يوما، ومن قمحوا إلى خان بالق أربعون يوما، ثم من خان بالق إلى الخنسا [٢] طريقان؛ طريق في البر، وطريق في البحر، وفي كل منهما من خان بالق إلى الخنساء أربعون يوما، وطول الخنساء [٣] يوم كامل، وعرضها نصف يوم، وفي وسطها سوق واحد ممتد من أولها إلى آخرها، وكل شوارعها وأسواقها مبلطة بالبلاط، وبناؤها خمس طبقات، بعضها فوق بعض، وكلها مبنية بالأخشاب والمسامير، وشرب أهلها من الآبار، وأهلها في قشف عيش، وغالب أكلهم لحوم الجواميس والأوز «٢» والدجاج، والأرز والموز وقصب السكر والليمون، وقليل رمان وهي شبيهة بمزاج مصر في حرها وهوائها، وأسعارها متوسطة، ويجلب إليها الغنم


[١] تومان: كتيبة من عشرة آلاف جندي وهي تعادل لقب ونشى واللقب الصيني يوان- شواي أي القائد الأكبر ولقب بخشى بزرگ كما استعمله رشيد الدين فضل الله تايشى (انظر: تركستان لبارتولد ٥٦٠) .
[٢] الخنساء: هي كانتون الآن وهي ميناء صيني، اسماه ابن بطوطة الخنساء أو الخنسا (رحلة ابن بطوطة ٤٢٠) والبحارة العرب اطلقوا عليها اسم الخنساء وحرف إلى خانسو ثم كانتون (انظر العالم الإسلامي- محمود شاكر القاهرة ١٩٨١ ص ٢٠٣) .
[٣] انظر: وصف الخنساء وهي عاصمة الصين الجنوبية آنذاك بتاريخ وصاف المعروف بتجزية الأمصار وتزجية الأعصار لعبد الله بن فضل الله الشيرازي، وكذلك عند ابن بطوطة ص ٤٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>