ولقي الناس أشتاتا «١» ، وقنع باليسير، لا يملك بياتا، مع كسب له في عجل إلا أنه هدى قومه، وما أضل، وقضى يومه في الرشد، وظل، ولو بصر به السامري لحدثه عن موسى- صلوات الله عليه- بالأثر المنقول، وقال: فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ
«٢» بل لو رأى هو قريبه أبا دلف العجلي «٣» لم يجعل له دالة بالقرى عليه، ولتنحى عن سحابه لئلا يدب دلف كرمه الدلفي إليه.
وزد أن مولده بمكة، وما زال يتنقل في البلاد على قدم التجريد، والأنس بالله.
قال أبو سعد السمعاني «٤» : كان مقدما فاضلا كثير التصانيف حسن السيرة، زاهدا متعبدا، خشن العيش، منفردا، قانعا باليسير يقرئ أكثر أوقاته، ويروي الحديث، وكان يسافر وحده، ويدخل البراري.