للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فما كان يكتب شيئا إلا معربا منقوطا، وبرع على الحفاظ «١» ، جاءته فتوى في أمر عثمان بن عفان، فكتب فيها من حفظه، ونحن جلوس درجا «٢» طويلا «٣» .

وله التصانيف في الحديث، والزهد، والرقائق، وصنف" زاد المسافر" في خمسين مجلدا، وصنف في القراءات العشر، والوقف، والابتداء (ص ١٢٨) ، والتجويد، ومعرفة القراء، وأخبارهم، وهو كبير، وكان إماما في النحو، واللغة.

سمعت أنه حفظ كتاب" الجمهرة" «٤» ، وكان من أبناء التجار، فأنفق جميع ما ورثه في طلب العلم حتى سافر إلى بغداد، وأصبهان مرات ماشيا، وكان يحمل كتبه على ظهره، قال لي: كنت أبيت في بغداد في المساجد، وآكل خبز الدخن «٥» ، إلى أن قال عبد القادر: ثم عظم شأنه حتى كان يمر بالبلد «٦» فلا يبقى أحد رآه إلا قام، ودعا له حتى الصبيان واليهود.

وكان يقرئ نصف نهاره القرآن، والعلم، ونصفه الآخر الحديث «٧» وكان لا يغشى السلاطين، ولا تأخذه في الله لومة لائم، وكانت السنة شعاره، ودثاره «٨» اعتقادا،

<<  <  ج: ص:  >  >>