الطود من مناكبه، وبر تقي ما شحب الفلك الدوار على نظير سبايب سباسبه «١» ، إن لقب بالموفق فهو الذي ما عدمه، أو عرف بالكواشي «٢» فلأن كل شيء من علم كتاب الله علمه، أو ولد مثله الزمان فإنه حمد بعده عقمه.
ولد في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين «٣» وخمسمائة وقرأ (ص ١٣١) على والده، وقدم دمشق، وأخذ عن السخاوي «٤» وغيره، وسمع من ابن روزبة «٥» ، وتقدم في معرفة القراءات، والتفسير والعربية، وكان منقطع القرين، وعديم النظير زهدا وصلاحا وصدقا، وتبتلا وورعا، واجتهادا، صاحب أحوال، وكرامات، وكان السلطان فمن دونه يزورونه، فلا يقوم لهم، ولا يعبأ بهم، ولا يقبل صلتهم، أضر قبل موته بسنوات «٦» ، وصنف التفسير الكبير، والتفسير الصغير «٧» قال الحافظ أبو عبد الله الذهبي: بلغنا أنه اشترى قمحا من قرية" الجابية"«٨» لكونها من فتوح عمر ثلاثة أمداد، وحملها إلى الموصل، فزرعها