بغلته «١» ظمآن، ومهنأ بفضل ما أوتي لا يضره فيه أهل الشنآن «٢» ، وله في الموسيقا ما يقرع له العود، ويقر له الحسود، ويقرر أنه ما غاب نصيبه مما قيل اعملوا شكرا آل داود «٣» ، إلا أنه لم يكن معتدل المزاج، ولا معتد الجسم للعلاج، لإفراط «٤» سوداء «٥» به منعته من المأكل كل بيضاء شحمة، وكل حمراء لحمة، وكل خضراء نضرة نعماء، وكل زرقاء نطفة ماء «٦» ، وكل صفراء فلذة حلواء، تسمى باسم من الأسماء»
، فقضى مدة حياته منغصا، واستوفى رزقه من الدنيا إلا أنه أخذه منقصا، وهيهات هيهات بتجنب الطيبات من الرزق طول طيب الحياة:[الكامل]
وإذا المنية أنشبت أظفارها ... ألفيت كل تميمة لا تنفع
ولد سنة ثمان وستين، وسمع الكثير بعد الثمانين، واعتنى بالقراءات سنة (ص ١٣٣) تسعين وبعدها، وحج غير مرة، وانجفل «٨» إلى مصر سنة سبعمائة «٩» ،