حدود سنة خمس وخمسين ومائة، ونافع هو الذي لقبه" ورش" لشدة بياضه، والورش شيء يصنع من اللبن، ويقال: لقبه" ورشان"«١» وهو طائر معروف «٢» ، فكان يقول: اقرأ يا ورشان، وهات يا ورشان، ثم خفف، وقيل: ورش. وكان لا يكرهه، ويعجبه، ويقول: أستاذي سماني به «٣» ، وكان (ص ١٤٦) أول أمره رأآسا»
، ثم اشتغل بالقرآن، والعربية، ومهر فيها، وكان أشقر أزرق «٥» ، سمينا مربوعا «٦» ، يلبس مع ذلك ثيابا مقدرة «٧» ، وإليه انتهت رئاسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه، قال أبو يعقوب الأزرق «٨» : لما تعمق ورش في النحو، وأحكمه اتخذ لنفسه مقرئا، يسمى مقرء ورش.
وقال ورش: خرجت من مصر لأقرأ على نافع، فلما وصلت إلى المدينة صرت إلى مسجد نافع، فإذا هو لا يطاق القراءة عليه من كثرتهم، وإنما يقرئ ثلثين،