لتفرده، فتلا عليه بالسبع طلبة الديار المصرية، وكان عارفا بالقراءات معرفة جيدة، متين الديانة (ص ١٥٠) ، قوي العربية، وحجّ وجاور أشهرا، ولم يبق في طبقته إلى بعد العشرين وسبع مائة أحد. وكتب له شيخنا العلامة أبو حيان في إجازة شهد عليه فيها: أشهدني شيخنا الإمام العلامة شيخ المقرئين، ورئيس المتصدرين، حامل راية الرواية والإسناد، ملحق الأحفاد بالأجداد تقي الدين بما وضع به خطه في سنة تسع عشرة وسبع مائة. توفي الصائغ في صفر سنة خمس وعشرين وسبع مائة. و (كان) مولده سنة ست وثلاثين وستمائة.
وبذكر هذا تم ذكر القراء، ونمّ «١» المسك بختام أهل الإقراء، وسنعقب بذكر المحدثين المفضلين بالاستقراء، ونصل بضوء الصباح سنا الليلة القمراء ليجيء الشيء ومثله، وينضم الشكل وشكله، ويعلم إذا انقضى ما ذكرنا من قراء الأمة في كل زمان، وكبراء الأئمة من حفظة القرآن أنه قد تم بهم الختمة، وكملت في الشرق والغرب بهم القسمة، ولم يبق إلا أن يلحق بأهل الكتاب أهل السنة.