شارع «١» الحيرة «٢» ، وفي يده جزء من كتاب مسلم، فقلت: ما فعل الله بك؟
قال: نجوت بهذا وأشار إلى ذلك الجزء.
وقال أحمد بن سلمة: عقد لأبي الحسين مسلم مجلس للمذاكرة، فذكر له حديث لم يعرفه، فانصرف إلى منزله وأوقد السراج، وقال لمن في الدار: لا يدخل أحد منكم هذا البيت، فقيل له: أهديت لنا سلة فيها تمر. فقال:
قدموها، فقدموها إليه، وكان يطلب الحديث، ويأخذ تمرة تمرة، فيمضغها، فأصبح وقد فني التمر، ووجد الحديث.
قال الحاكم: زادني الثقة من أصحابنا أنه منها مات «٣» .
قال الحاكم: قرأت بخط أبي عمرو المستملي «٤» : أملى علينا إسحاق بن منصور «٥» سنة إحدى وخمسين ومائتين، ومسلم ينتخب عليه، وأنا أستملي، فنظر إسحاق بن منصور إلى مسلم، فقال له: لن نعدم الخير ما أبقاك الله للمسلمين. (ص ١٧٣) .