قال الخطيب: رحل به أبوه من سجستان فطوف به شرقا وغربا يسمع ويكتب، واستوطن بغداد وصنف المسند والسنن والتفسير والقراءات، والناسخ والمنسوخ، وغير ذلك، وكان فقيها عالما حافظا.
قال عبد الله بن أبي داود: دخلت الكوفة ومعي درهم واحد فاشتريت به ثلاثين مد «١» باقلا «٢» ، فكنت آكل منه وأكتب عن الأشج «٣» ، فما فرغ الباقلا حتى كتبت عنه ثلاثة آلاف حديث ما بين مقطوع «٤» ومرسل «٥» .
قال أبو بكر بن شاذان: قدم ابن أبي داود أصبهان- وفي نسخة سجستان- فسألوه أن يحدثهم، فقال: ما معي أصل، فقالوا: ابن أبي داود، وأصل؟! قال:
فأثاروني، فأمليت عليهم من حفظي ثلاثين ألف حديث، فلما قدمت بغداد، قال البغداديون: مضى إلى سجستان ولعب بهم، ثم فيجوا فيجا «٦» اكتروه بستة