ولا سمق «١» فرع برق إلا وقلمه له ورآه مخلّف، وضرب مؤلفه سرادقه «٢» في علياء العلم على رباه، واحتبى «٣» مصنفه له فما حلت سوى الفرائض حباه، وسرت نوافحه فود «٤» مسكي السحر لو غلف به صباه، وتمكن حب حباته من القلوب، فلم يبق سويداء قلب إلا أمدت نقشه «٥» ، ولا سواد طرف إلا حباه بكر ما افترعته «٦» كف حادثه لتأليف، ولا اخترعته فكرة قريحه، وإنما هو بنص الحديث لا بتزويق التصنيف، سمع أمما لا يحصون من مصر إلى خراسان، وحدث عنه خلق.
قال أبو سعد الإدريسي: كان على قضاء سمرقند زمانا، وكان من فقهاء الدين، وحفاظ الآثار عالما بالظن والنجوم، وفنون العلم. صنف المسند الصحيح، والتاريخ، وكتاب الضعفاء «٧» ، وفقه الناس بسمرقند.