روى الأعمش «١» عن أبي صالح «٢» عن أبي هريرة «٣» ، وأبي سعيد «٤» بالشركة، فذكر بضعة عشر حديثا، فحيرني حفظه.
وقال ابن الجعابي: دخلت الرقة وكان لي ثمّ قمطرين «٥» كتب، فجاء غلامي مغموما، وقال: ضاعت الكتب، فقلت: يا بني لا تغتم (ص ١٩٢) فإن فيها مائتي ألف حديث لا يشكل علي منها [حديث] لا إسناده ولا متنه «٦» .
وقال أبو علي التنوخي «٧» : ما شاهدنا أحدا أحفظ من أبي بكر ابن الجعابي، وسمعت من يقول: إنه يحفظ مائتي ألف حديث، ويجيب في مثلها، وكان يفضل الحفاظ بأنه كان يسوق المتون بألفاظها، وأكثر الحفاظ يتسمحون في ذلك، وكان إماما في معرفة العلل، وثقات الرجال، وتواريخهم، وما يطعن على الواحد منهم، لم يبق في زمانه من يتقدمه.