منسمه، ولا ثغر ناحية لم يقبله في البرق الضاحك مبسمه إلى أن نظم البلاد سلكا، وركب إليها الركائب فلكا، واخترق إليها الفجاج، والرياح قد ألقت جنبها إلى الأرض، وأقبلت تشتكي، أوقرت كتبه الإبل وشق ظهورها، وأملت على الصحف ملء صدورها، وحدث عمن لقي وهيهات أن أحدا يؤبه إليه من أهل الأرض بقي.
ولد سنة عشر وثلاثمائة، وقيل: في التي تليها، وسمع بالبلاد من ألف وسبع مائة شيخ، ولما رجع من الرحلة الطويلة كانت كتبه (ص ١٩٨) عدة أحمال حتى قيل: إنها كانت أربعين حملا، وكان ختام الرحالين، وفرد المكثرين مع الحفظ والمعرفة والصدق، وكثرة التصانيف.
وقال الباطرقاني «١» : حدثنا أبو عبد الله إمام الأئمة في الحديث لقاه الله رضوانه.
وقال الحافظ أبو نعيم «٢» - في تاريخه «٣» -: هو حافظ، من أولاد المحدثين، اختلط في آخر عمره، وتخبط في أماليه، ونسب إلى جماعة أقوالا في المعتقدات لم يعرفوا بها، وهذا قول لا يعبأ به من الحاكم «٤» للعداوة المشهورة بينه وبين ابن منده.