فيه إلا مساحله، وبرّ فسيح لا يسلك إلا مساهله، وربّ فضل لا تعدّ فواضله، وفعل يرضيك/ (ص ٢٤٧) جدّه ويلهيك باطله، لا يسأم معه في مراح «١٣» ، ولا يسأم له حقّ يحببه مزاح.
أرضى مثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه قضاؤه، ومات على الرضى عنه «١» وحسبك من مثل ذلك الشديد في دين الله إرضاؤه.
كان من كبار التابعين، وأدرك الجاهلية، واستقضاه عمر بن الخطاب على الكوفة، فأقام قاضيا خمسا وستين سنة، لم يتعطل فيها إلا ثلاث سنين امتنع من القضاء فيها، في فتنة ابن الزبير «٢» ، واستعفى الحجاج بن يوسف «٣» ، من القضاء فأعفاه، ولم يقض بين اثنين حتى مات، وكان أعلم الناس بالقضاء، ذا ذكاء وفطنة ومعرفة وعقل وإصابة.