ونفّلت له الأسلاب، ونقلت له خوص المطايا الأجلاب «١» ، وأقبلت إليه الطلبة في هيئة الأطلاب «٢» ، وحطّت عليه بأملها الركايب الطلاح «٣» ، وخطت إليه بفللها السحايب الدلاح «٤» ، طالما شكم الموقف بالصخرات موقفه وحمد منه معرّف المعرفة، وأجمع جمع أنه ما رأى مثله بالعيان ولا بالصفة، ولد بالكوفة في منتصف شعبان سنة سبع ومائة، ونقله أبوه إلى مكة، وكان إماما عالما ثبتا زاهدا ورعا، مجمعا على صحة حديثه وروايته، وحج سبعين حجة، وروى عن جماعة من الأعيان، وروى عنه خلق كثير، قال ابن خلكان «٥» رحمه الله: رأيت في بعض المجاميع أن سفيان خرج يوما إلى من جاءه يسمع منه وهو ضجر، فقال: أليس من الشقاء أن أكون جالست ضمرة بن سعيد «٦» وجالس هو أبا سعيد الخدري «٧»