وثقّف الله أمرا بات يكلؤه ... يمضي حساماه فيه السيف والقلم
بهمة في الثريا أثر أخمصها ... وعزمة ليس من عاداتها السأم
على أنه من بيت نشأت منه علماء في سالف الدهور، ونشأت منه عظماء على المشاهير الشهور، فأحيا معالم بيته القديم إذ درس، وجنى من فننه الطريب ما غرس، وأصبح في فضله آية، إلا أنه آية الحرس، عرضت له الكدى «١» فزحزحها، وعارضته البحار فضحضحها «٢» ، ثم كان أمة وحده، وفردا حتى نزل لحده، أخمل من القرناء كل عظيم، وأخمد من أهل الفناء كل قديم، ولم يكن منهم إلا من يجفل عنه أجفال الظليم «٣» ، ويتضاءل لديه العديم.
ما كان بعض الناس إلا مثلما ... بعض الحصا الياقوتة الحمراء
جاء في عصر مأهول بالعلماء مشحون بنجوم السماء، تموج في جانبيه بحور خضارم، وتطير بين خافقيه نسور قشاعم «٤» ، وتشرق في أنديته (ص ٢٩٥) بدور دجنّة، وصدور أسنّة، وتثأر جنود زعبل «٥» ، ويزأر أسود عيل «٦» ، إلا أن