للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والزهد على أقرانه، عارفا بالمذهبين، إماما في الأصلين «١» ، حافظا متقنا في الحديث وعلومه، يضرب به المثل في ذلك، وكان آية في الحفظ، والإتقان والتحري، شديد الخوف، دائم الذكر، لا ينام الليل (ص ٣١٩) إلا قليلا، ويقطعه فيما بين مطالعة، وتلاوة، وذكر، وتهجد حتى صار السهر له عادة، وأوقاته كلها معمورة، ولم ير في عصره مثله- وعدّ مصنفاته- ثم قال: عزل نفسه من القضاء غير مرة، ثم يسأل، ويعاد وقال: وبلغني أن السلطان حسام الدين «٢» لما طلع الشيخ إليه، قام للقيه، وخرج عن مرتبته «٣» ، وكان كثير الشفقة على المشتغلين، كثير البر لهم.

توفي في صفر «٤» سنة اثنتين وسبعمائة.

ومن نظمه «٥» : [البسيط]

الحمد لله كم أسعى «٦» بعزمي في ... نيل العلى، وقضاء الله ينكسه

<<  <  ج: ص:  >  >>