للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى طرلو عشرة أيام، ومن طرلو إلى طونا شهر واحد، ويقلب «١» جيحون وأتيل إلى بحر القلزم وسيحون (المخطوط ص ٩١) منهى إلى مقصبة «٢» ، ورمل تحت مدينة جند بثلاثة إيام فيقلب هناك، وتأتي الأنهر المذكورة تقلب إلى بحر عمان، وهذه السبعة أنهر في هذه المملكة، ويتصل منها إلى أقليم ما وراء النهر سيحون وجيحون.

قلت: الذي يصح أن جيحون يقلب في بحيرة ملح نحو مائة فرسخ، ويقع بها نهر الشاش أيضا، وأما من زعم أن جيحون يرمى في القلزم [١] فغلط منه، وإنما اشتبه ذلك لعظم هذه البحرة «٣» ، وبين مرمى جيحون ونهر الشاش نحو من عشرة أيام، وتعرف هذه ببحيرة خوارزم [٢] ، وعلى وسطها جبل يسمى جفر يجمد عنده الماء حتى يبقى إلى الصيف.

قال الأربيلي: ومن مشاهير مدنها بلغار، وأقصر ليلها أربع ساعات ونصف.

قال حسن الرومي: ثم سألت مسعود الموقت بالبلغار عن هذا فقال جربناها بالآلات الرصدية، فوجدناه أربع ساعات ونصف تحريرا، وهو غاية نقصان الليل بها.

وأما قصبة [٣] افتكون فحررناها فوجدنا أقصر ليلها ثلاث ساعات ونصف أقصر من ليل البلغار بساعة واحدة.

قال: وبين بلغار وافتكون مسافة عشرين يوما بالسير المعتاد، والقصبة في مصطلح العجم المدينة الصغيرة.


[١] القلزم أيضا هو البحر الأحمر الآن، نسبة إلى مدينة على ساحل بحر اليمن (الأحمر) وهي على آخره من جهة مصر وهي السويس حاليا (انظر: مراصد الاطلاع ٣/١١١٧) .
[٢] بحيرة خوارزم: يصب بها ماء جيحون وسيحون، ماؤها ملح ولا ينقص (مراصد الاطلاع ١/١٦٨) .
[٣] القصبة: المدينة (المعجم الوسيط ٢/٧٦٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>