له أهلا، تتوسّمه فلا ترى محيّاه إلا طلقا، ولا ترد ماءه إلّا طرقا «١» . ولم يكن شبهة في حساب، ولا في خلائق بغير اكتئاب.
قال ابن خلكان «٢» : كان إماما في علوم الآداب، وأخذ عنه علماء عصره، كابن دريد والمبرّد وغيرهما، وكان حسن العلم بالعروض، وإخراج المعمّى، وكان صالحا عفيفا، يتصدّق كل يوم بدينار، ويختم القرآن في كل أسبوع. وكان إذا اجتمع مع المازني في دار عيسى بن جعفر الهاشمي يشاغل حلقته، وكان غلاما وسيما، فقال فيه أبو حاتم:[مجزوء الكامل]
ماذا لقيت اليوم من ... متمجّن خنث الكلام
حركاته وسكونه ... تجنى بها ثمر الأنام
وإذا خلوت بمثله ... وعزمت فيه على اعتزام
لم أعد أفعال العفا ... ف وذاك أوكد للغرام
نفسي فداؤك يا أبا ال ... عبّاس جلّ بك اعتصامي
فارحم أخاك فإنّه ... نزر الكرى بادي السّقام
وأنله ما دون الحرا ... م فليس يرغب في الحرام
ومن شعره قوله، وأظنه في المبرّد أيضا:[مجزوء الخفيف]
أبرزوا وجهه الجمي ... ل ولاموا من افتتن
لو أرادوا عفافنا ... ستروا وجهه الحسن
وكانت وفاته في المحرم، وقيل في رجب سنة ثمان وأربعين ومئتين بالبصرة.